• 23 Nov, 2025

تمثّل زاوية الأطفال والناشئين في حمص واحدة من أبرز المبادرات التي تهدف إلى بناء جيلٍ واعٍ وقادر على الإبداع. في ظل حاجة المجتمع لبرامج موجّهة للأطفال، أصبحت هذه الزاوية نقطة جذب مهمة للمهارات الصغيرة التي تحتاج فقط إلى فرصة لتظهر. تقوم الفكرة على تخصيص مكان آمن وهادف يُتيح للأطفال واليافعين ممارسة أنشطة متنوعة تجمع بين التعليم والترفيه، وتفتح أمامهم آفاقاً واسعة للتطور.

تستقبل الزاوية عادة فئتين عمريّتين: الأطفال بين 6 و11 عاماً، والناشئين بين 12 و16 عاماً، بحيث يتم تصميم أنشطة مناسبة لكل فئة. ويعتمد البرنامج على منهجيات حديثة مثل التعلم من خلال اللعب، وتنمية مهارات التفكير الناقد، إضافة إلى تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي. تُقدَّم في الزاوية فعاليات تتراوح بين الشطرنج، والحساب الذهني، والأنشطة البيئية، واللغة الإنجليزية، ومهارات الإبداع. هذا التنوع يخلق توازناً يمنح الطفل متعة التعلم دون شعوره بالضغط أو الملل.

ما يميز هذه الزاوية في حمص هو الطابع التطبيقي للأنشطة. فعلى سبيل المثال، يشارك الأطفال في ورشات بيئية بالتعاون مع جهات محلية، يتعلمون خلالها كيفية إعادة التدوير والحفاظ على الطبيعة. بينما تمنحهم ألعاب مثل مكعب روبيك والشطرنج فرصة لتنمية التركيز والذاكرة والتفكير الاستراتيجي. كذلك تُعد الأنشطة اللغوية مساحة أساسية لصقل مهارات التواصل، خصوصاً لدى الناشئين الذين يستعدون لخوض مرحلة دراسية أكثر تقدماً.

يُشرف على الزاوية كادر متخصّص يمتلك خبرة في التعامل مع الأطفال وطرق التعليم الحديثة، ما يجعل التجربة أكثر فعالية وجودة. كما تُنظَّم الأنشطة بطريقة تراعي الفروق الفردية بين المشاركين، مع الحرص على خلق بيئة مريحة يشعر فيها الطفل بالأمان والانتماء.

وتشير تجارب الأهالي إلى أن أبناءهم بدأوا يُظهرون ثقة أكبر، ويكتسبون مهارات جديدة انعكست إيجاباً على دراستهم وحياتهم اليومية. فكثير من الأطفال الذين بدأوا نشاطاتهم هنا انتقلوا لاحقاً للمشاركة في مسابقات مدرسية أو مشاريع صفّية، خاصة أولئك الذين اكتشفوا مواهبهم في الحساب، الرسم، أو العمل البيئي.

في النهاية، تبقى زاوية الأطفال والناشئين في حمص نموذجاً فعّالاً للعمل التربوي والمجتمعي، ومساهمة مباشرة في بناء جيل قادر على التفكير، الإبداع، وتحمل المسؤولية. إنها ليست مجرد مساحة ترفيهية، بل مشروع تربوي شامل يحتاج إلى دعم دائم ليستمر في أداء دوره ويواكب تطلعات المستقبل.